كيفية تجميل الوجه

(2) تحسين التناسق بين قسمات الوجه

يمكن تحسين التناسق أو التوافق ما بين قسمات الوجه من خلال ثلاث عمليات رئيسية، وكل عملية تتضمن تفاصيل وإجراءات مختلفة وهي:
1- القولبة وتشمل قولبة الخدود والعيون.
2- الخطوط وتشمل رسم وتخطيط الحواجب، العيون والشفاه.
3- تسريحة الشعر المناسبة.

1- القولبـــة

لا تعتبر القولبة ماكياجاً بكل ما تعنيه كلمة ماكياج من معنى، إنما هي إجراء أولي يؤمن نحت الوجه بالاعتماد على اللون من خلال المبدأين التاليين:
- الألوان الزاهية (الباج) "تُظهِر إلى الأمام"؛ نستعملها لإظهار وإبراز قسم أو أقسام معينة من الوجه.
- الألوان القاتمة (البني) "تُرجِع إلى الوراء"؛ نستعملها لتظليل وتخفيض قسم أو أقسام معينة من الوجه.

انطلاقاً من هذين المبدأين، يمكن نحت نفس الوجه بأشكال لا حصر لها. وهذه "الحيلة" أو البراعة في أسلوب اللعب مع اللون تستعمل على نطاق واسع في مجالات السينما والمسرح من قبل خبراء الماكياج عندما يكون المطلوب: شكلاً غريباً، وجهاً شاباً، وجهاً هرماً، فرحاً أو كئيباً...، وهذا العمل في منتهى الدقة والرهافة ويحتاج تحقيقه إلى وقت طويل وقد نحتاج إلى 5 أو 6 ساعات لنحت وجه واحد.

ليست القولبة عملاً سهلاً، لكن بمعرفة مبادئها وأسرارها وبالتدرب عل اللعب بالتظليل ما بين الألوان الزاهية والقاتمة وبالمثابرة يصبح الأمر سهلاً نعتاد تطبيقه بنجاح باهر.

قولبة الخَدَّيْـن

باستعمال الخضاب الأحمر على الخدين نحقق قولبة معينة للوجه قصدنا ذلك أو لم نقصد. فالخضاب الأحمر وحده يوفر إمكانية مزدوجة من القولبة: فهو إذا استعمل على قسمة بارزة من الوجه يقويها ويجعلها أكثر بروزاً، أما إذا استعمل على قسمة منخفضة فإنه يزيد في عمقها.

في ماكياج المسرح، الصورة، أو السينما، يستعمل اللون الأحمر على نطاق واسع: لتجويف الخدين، لتنعيم الأنف، لإضاءة الجبهة، لإحياء العين وكذلك الأذنين !، لإبراز تفاحتي الخدين والشفتين، وبجميع الأحوال يستعمل اللون الأحمر لإضفاء البريق على الوجه. لكن يجب الانتباه فالتوزيع الخاطئ أو العشوائي أو المفرط من اللون الأحمر يقلب السحر على الساحر ويلبس الوجه مظهراً نافراً أو متطرفاً يستحيل النظر إليه من باب الحسن والجمال.

هذه بعض المبادئ التي يجب معرفتها قبل تطبيق خضاب الخدود:

- التطبيق الجيد لخضاب الخدود هو الذي يتم بتدريج اللون وإذابته مع باقي الماكياج دون ترك دوائر حمراء تهريجية لذا يجب الانتباه واكتساب الخبرة من خلال التدرب على التطبيق الصحيح لهذا الخضاب.

- أما بالنسبة لتطبيق خضاب الخدود وفقاً لشكل الوجه فهذه أهم المبادئ الأساسية:

مبدأ رقم (1)

· إذا تم تطبيق خضاب الخدود على المستوى الطبيعي لتفاحتي الخدين فذلك لا يؤدي إلى أي تغيير في شكل الوجه (الهندسة الداخلية للوجه).

نعتمد هذا المبدأ في الحالات التالية:

- شكل بيضوي حقيقي،

- شكل مستدير بهدف تعزيز بشاشة وطلاقة هذا الوجه،

شكل مستطيل مع خدين ممتلئين.

مبدأ رقم (2)
- إذا تم تطبيق خضاب الخدود أعلى من المستوى الطبيعي لتفاحتي الخدين وقريباً من جانح الأنف فذلك يؤدي إلى تطويل كامل الوجه.

نعتمد هذا المبدأ في الحالات التالية:

- شكل مستدير أو مربع ونرغب في تعديله،

شكل بيضوي وثقيل من الأسفل.

مبدأ رقم (3)

- إذا تم تطبيق خضاب الخدود أدنى من المستوى الطبيعي لتفاحتي الخدين ومتباعداً نحو الخارج من الوجه فإنه يؤدي إلى تعريض الوجه من الأعلى.

نعتمد هذا المبدأ في الحالات التالية:

- شكل مثلث لتعزيز خصوصيته،

شكل مستطيل.

قولبة العيـون:

عندما نضع لوناً فاتحاً بالقرب من لون قاتم فكلاهما يبرزان بشدَّة أكبر، إنه التباين:

- اللون الفاتح يبدو أكثر قوة كلما أحاط به لون أدكن،

- اللون الداكن يبدو أكثر قوة كلما أحاط به لون أفتح.

(انظر الرسم التوضيحي أدناه ولاحظ تدرج الفروقات)

وهذه الخصوصية الناتجة من تجاور الألوان الفاتحة والداكنة تستغل على نطاق واسع لتحقيق ماكياج العيون آخذين بعين الاعتبار مبادئ القولبة بالتظليل.

فمجال اللعب بالتباين بين الألوان واسع أيضاً وقبل تطبيقه نحتاج إلى معرفة دقيقة للشكل التكويني لمحيط العين ودراسة الأماكن التي يجب تمويهها أو إظهارها، لكن دائماً بالتوافق مع شكل الوجه وهندسته الداخلية، وقد يبدو الأمر صعباً في بادئ الأمر لأن العمل على محيط العين يتم على مساحات ضيقة، لكن مع التدريب والممارسة يصبح الأمر سهلاً للغاية.

2- الخطوط

إن سمات ومزاج أي شخص تنعكس على وجهه من خلال الخطوط الظاهرة على هذا الوجه.
وفن الماكياج، الذي يهدف أصلاً إلى تصحيح التناسق بين قسمات الوجه (وليس إلى خلق أو إرجاع الجمال بالمطلق) إنما يعتمد كثيراً على الخطوط من أجل إعطاء جاذبية حقيقية للوجه.

وهناك مبدآن يمكن الاعتماد عليهما:

- الخطوط الصاعدة تُطَوِّل الوجه،

- الخطوط الأفقية تُعَرِّض الوجه.

إذن من المهم جداً أن نعتمد دائماً على حفظ أو رسم الخطوط الصاعدة أو الأفقية بما يتناسب مع الشكل الهندسي للوجه:

- خط أساسي، مفتاح قُبَّة الوجه والماكياج: خط الحاجبين.
- خطوط تعزيز جاذبية الوجه: خطوط العيون والشفاه.

أما الخطوط الهابطة فيجب تلطيفها بشتى الوسائل الممكنة...

خط الحاجبين:

يعتبر خط الحاجبين العنصر الرئيسي بالنسبة لتناسق الوجه، وبموجب موقعه وشكله، فهو مُحَرِّك لقوة التعبير بالنسبة للوجه. ومعظم النساء باتت تلاحظ (من خلال التجربة) أهمية هذا الخط، ولذلك هي تهتم به لكنها تجد صعوبة في تحقيق الخط المناسب لوجهها: صاعد أم أفقي؟، انطلاقة سميكة أم ناعمة ؟، متقاربان أم متباعدان ؟، نهاية مفتوحة أم مقفلة ؟ ... الأمر مُحيرٌ فعلاً لمن ليس له علم بالقواعد الأساسية التي تربط كل من هذه التفاصيل مع شكل الوجه.

فمن الجدير قوله، استناداً للأهمية الهندسية التي يشكلها خط الحاجبين شكلاً وموقعاً، بأنه يمكن تعديله بشكل يتناسب مع كل خصوصية تَشَكُلِيَّة لهندسة كل وجه برسم حاجبين "ذكيين" يحققان تصحيحاً رائعاً لشكل الوجه.

ملاحظة: إذا كانت الزبونة ترتدي النظارات "الطبية" فيجب رسم خط الحاجبين بوجود هذه النظارات ليتناسب هذا الخط مع إطارها ومع شكل الوجه في آن معاً.

الحاجب المثالي:
كقاعدة عامة، يمكن اعتبار الحاجب تاماً وخال من العيوب إذا كان يتمتع:

- الوبر الذي يشكله ينمو بشكل منتظم وموحد،

- لونه يتناسب مع لون الشعر،

- شكله يشبه الفاصلة (،) إلى حدٍ ما، مع انطلاقة ممتلئة ونهاية نحيلة، وخط لين، يأخذ انطلاقته اعتباراً من جذر الأنف، تماماً من نقطة التقاء هذا الأخير بقاعدة الجبهة.

- سماكة الحنية يجب أن تبدو دائماً طبيعية. عرض الانطلاقة يجب أن لا يتعدى ال 15 ملم: هذا الحد الأقصى الذي يجب اعتماده مهما كان شكل الوجه.

- الحنية التي تأتي سماكتها ما بين 8 و 15 ملم تعطي حاجباً من طبيعي إلى سميك،

- الحنية التي تأتي سماكتها من 6 إلى 8 ملم تعطي حاجباً من طبيعي إلى ناعم.

- المسافة الطبيعية بين الحاجبين يجب أن تترك تقريباً موقعاً لعين ثالثة (أي بعرض العين)،

- حاجبان متباعدان يظهران وجهاً عريضاً من الأعلى،

- حاجبان متقاربان يظهران الوجه أطول.

نصيحة: إذا كانا الحاجبان غير متطابقان من حيث الارتفاع، ارسمي أولاً الحاجب الأدنى بنزع ما يمكن من الوبر من أسفله ليتقارب ارتفاعه من الذي هو أعلى. لأنه من الأفضل أن يرتفع الحاجب بالنسبة للعين.

تكون السماكة القصوى عند النقطة (A) (نقطة انطلاق حنية الحاجب).
ثم تستدق تدريجياً باتجاه الطرف (C) مروراً بعلو أقصى (قلب الحاجب) (B) .

الطرف (C) على الخط الأفقي مع (A)
ويقع هذا الطرف على نقطة التقاء الخط الوهمي الطبيعي الذي يجمع جانح الأنف صعوداً نحو الزاوية الخارجية للعين (الخط D – C )،
النقطة (A) على الخط الوهمي الذي يجمع جانح الأنف مع الزاوية الداخلية للعين (الخط D – A ). ا
لنقطة (B) توجد عموماً فوق بؤبؤ العين مباشرةً.

الخط BC يمكن أن يكون قصير، وسط أو طويل

إذا كان قصيراً، يطول الوجه.
إذا كان معتدلاً، لا يغير في شكل الوجه.
إذا كان طويلاً يقصر من طول الوجه.

نزع الوبر الزائد من الحاجبين بالملقط

يمكن استعمال طريقة الخيط أو الشمع الدافئ لتنظيف وتحديد الحاجبين لكن "ملقط نتف الشعر" يبقى الأجدر في هذه العملية الدقيقة.

يجب أن يكون الملقط مصنوع من معدن لا يصدأ، مع فكين منحوتين بدقة ومتماثلين بحيث يسمحان بتناول الوبرة وإمساكها ونتفها بسهولة.

الأدوات اللازمة: كحول 70 – 90 درجة؛ قطن؛ ملقط النتف؛ فرشاة ناعمة (شبيهة بفرشاة أسنان صغيرة مؤلفة من صفين من الوبر)؛ قلم تخطيط شفاه بلون أحمر زاهي.

لا تبدئي أبداً بنزع أي وبرة من أي من الحاجبين قبل أن تضعي نصب عينيك الشكل المناسب لهذين الحاجبين من بعد دراسة مسبقة لشكل الوجه والتصحيحات التي ترغبين بإجرائها على هذا الوجه.

زمن العمل التقريبي:

- من 20 إلى 25 دقيقة لأول مرة = 8 - 10 دقائق لرسم الحاجبين + من 12 إلى 15 دقيقة لنزع وبر الحاجبين؛

- وبعدها حوالي 10 دقائق أسبوعياً لنزع إعادة النمو.

كيفية التطبيق:

1. + 2.: سرحي وبر الحاجبين بالفرشاة الصغيرة الناعمة بهدف الحصول على وبر منسق ولإزالة الإفرازات الدهنية العالقة لتسهيل رسمهما ونزعهما؛

3. ارسمي خط الحاجبين بقلم تخطيط الشفاه الأحمر الزاهي بحيث لا تزيلي إلا الوبر الذي ما زال خارج الخط الأحمر؛ امسحي الملقط بقطنة مبللة بالكحول؛

4. وضعية الملقط بالنسبة للوبرة مهمة جداً:

- يجب أن يكون فكي الملقط باتجاه نمو الوبرة لسحبها مائلة كما انغرازها (وغير ذلك، عمودياً مثلاً فإن الوبرة قد تنقطع ولا تنتزع كلياً فيأتي العمل ناقصاً وإعادة النمو تأتي سريعاً).

- تناول الوبرة بفكي الملقط يجب أن يكون قريب جداً من جذرها لتفادي قطعها أيضاً؛

- كلما كان العمل سريعاً ومتتابعاً كلما كان الألم أقل؛

- انطلقي أولاً من بداية الحاجب (القسم العمودي)، ثم القسم العلوي انطلاقاً من النقطة (A) وصولاً إلى الطرف (C)، أخيراً القسم الأسفل وانطلاقاً من الحنية.

- إذا كانت المنطقة الواقعة ما بين الحاجبين مكسوة بالوبر اعملي على تنظيفها (نتفها) من بعد الانتهاء من نتف كلا الحاجبين لكي لا يتشوه رسمهما (إذا ما بدأنا بنتف هذه المنطقة أولاً).

- عندما تنتهي عملية النتف بالكامل اعملي على تمرير قطعة من القطن مبللة بماء الثلج البارد (وعاء صغير يحتوي على قطع من الثلج الذي بدأ بالذوبان نغمر فيه قطع من القطن)، ثم عقمي المنطقة نفسها بواسطة قطعة أخرى من القطن مبللة بالكحول (70 – 90 درجة) ثم جففي بفوطة ماصة، بعدها سرحي ورتبي الحاجبين.

حالات خاصـة:

"سنبلة" من الوبر الكثيف في الحاجب Un épi:

لا تنزعي هذه السنبلة كلياً لأن ذلك ينتج "ثقب" في الحاجب.

انزعي فقط الأكثر طولاً والأكثر قصراً من عموم وبر الحاجب. الوبر الضخم تنزع واحدة واحدة، بتمهل، دون كسرها، نسحبها بالاتجاه الصحيح لوبر الحاجب بهدف تصحيح خط نموها.

حاجبين كثيفين:

على مرحلتين:

- كمرحلة أولى ارسمي خط الحاجب (بقلم محيط الفم الأحمر الزاهي)، انتفي خارج الحدود التي تم رسمها (بعدة وبرات).

- في نهاية المرحلة الأولى نظفي الحاجبين من جديد (بقطعة من القطن مبللة بالماء المثلج أو الكحول)، جففي، سرحي، أعيدي رسم الحدود من جديد (التي تكون قد انمحت) ثم انزعي الوبر هذه المرة بدقة أكبر.

خطوط العينين والشفاه

يمكن لخطوط العينين والشفتين أن تعدل من شكل الوجه، لكنها أيضاً تسمح بإظهار القيمة الحقيقية لكل من هذه الأقسام المعبرة جداً. إذاً يجب تحديد كل خط من هذه الخطوط بما يتناسب مع الشكل التكويني للعينين وللشفتين، وبالطبع مع شكل الوجه أيضاً.

3- تسريحة الشعر
- القيمة الحقيقية للماكياج لا تبرز غالباً إلا إذا ترافق مع التسريحة المناسبة (الحجم – الشكل - الحركة – واللون)، ولكن أيضاً مع كل زينة إضافية مناسبة ومتناغمة (ضفيرة، قبعة، غطاء رأس، ورود، ...).

- ليست التسريحة رفيقة الماكياج فحسب، لكنها زينة الوجه، لا بل كامل الأناقة في كل لحظة، وهي الجزء الأهم وهي تاج الجمال. ومن الجدير قوله فإن "الوجه الحسن"، مهما ارتفعت مرتبته، يتبخر أو يضيع إن لم تكن التسريحة المحيطة به قادرة على إظهار هذا الحسن ومتناغمة معه.

- لذلك فإن التخصص في فنون وتقنيات الماكياج يأتي ناقصاً إن لم يأخذ بعين الاعتبار تأثير تسريحة الشعر (حجماً، شكلاً، حركةً ولوناً) على التناسق المطلوب لتحقيق الحسن والجمال وبالتالي الجاذبية الأنثوية الطبيعية (اللطيفة والمحببة).

إذن على أخصائي الماكياج أن يتابع كل جديد في ابتكارات الموضة على صعيد تسريحات الشعر العصرية المناسبة لزمانه ومكانه لكي يوسع من خياراته أثناء البحث عن ما يناسب هذه الشخصية أو تلك، فالمرأة تبحث دائماً عن كيفية التعبير بمظهرها عن شخصيتها، ونحن عن طريق خبرتنا وسعة اطلاعنا ومن الخيارات الواسعة التي تصبح بين أيدينا من خلال مواكبة الابتكارات والتقنيات الجديدة المناسبة، علينا أن نُسَهِّل الأمر بتسريحة بسيطة التحقيق، ولون شعر وماكياج مناسب.